فصل: قال الشنقيطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقد قال الطِّيبي: ومدار السورة على كونه صلى الله عليه وسلم مبعوثًا إلى الناس كافة ولذلك افتتحت بما يُثبت عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس بقوله تعالى: {لِيكونَ للعالمين نذيرًا} [الفرقان: 1].
وليس في كلام الكشاف والطيبي إلاّ بيانُ مناسبة الآية لِمهمّ أغراض السورة دون بيان مناسبتها للتي قبلها.
والذي أختاره أن هذه الآية متصلة بقوله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملةً واحدة} [الفرقان: 32] الآية، فبعد أن بيّن إبطال طعنهم فقال: {كذلك لِنُثَبِّتَ به فؤادك} [الفرقان: 32] انتقل إلى تنظير القرآن بالكتاب الذي أوتيه موسى عليه السلام وكيف استأصل الله من كذبوه، ثم استطرد بذكر أمم كذبوا رسلهم، ثم انتقل إلى استهزاء المشركين بالنبي صلى الله عليه وسلم وأشار إلى تحَرج النبي صلى الله عليه وسلم من إعراض قومه عن دعوته بقوله: {أرأيت مَن اتخذ إلههُ هواه أفأنت تكون عليه وكيلًا} [الفرقان: 43].
وتسلسل الكلام بضرب المَثَل بمَدّ الظل وقبضِه، وبحال اللّيل والنّهار، وبإرسال الرياح، أمارة على رحمة غيثه الذي تحيا به الموات حتى انتهى إلى قوله: {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا} ويؤيد ما ذكرنا اشتمال التفريع على ضمير القرآن في قوله: {وجاهدهم به}.
ومما يزيد هذه الآية اتصالًا بقوله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة} [الفرقان: 32] أن في بعث نذير إلى كل قرية ما هو أشدّ من تنزيل القرآن مُجَزًَّا؛ فلو بعَث الله في كل قرية نذيرًا لقال الذين كفروا: لولا أرسل رسولٌ واحد إلى الناس جميعًا فإن مطاعنهم لا تقف عند حد كما قال تعالى: {ولو جعلناه قرآنا أعجميًا لقالوا لولا فُصِّلت آياتُه أأعجمي وعَربي} في سورة حم فصلت (44).
وتفريع {فلا تطع الكافرين} على جملة {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا} لأنها تتضمن أنه مرسل إلى المشركين من أهل مكة وهم يطلبون منه الكف عن دعوتهم وعن تنقُّص أصنامهم.
والنهي مستعمل في التحذير والتذكير، وفعل {تطع} في سياق النهي يفيد عموم التحذير من أدنى طاعة.
والطاعة: عمل المرء بما يُطلب منه، أي فلا تَهِن في الدعوة رعيًا لرغبتهم أن تلين لهم.
وبعد أن حذره من الوهن في الدعوة أمره بالحرص والمبالغة فيها.
وعبر عن ذلك بالجهاد وهو الاسم الجامع لمنتهى الطاقة.
وصيغة المفاعلة فيه ليفيد مقابلة مجهودهم بمجهوده فلا يهن ولا يضعف ولذلك وصف بالجهاد الكبير، أي الجامع لكل مجاهدة.
وضمير {به} عائد إلى غير مذكور: فإما أن يعود إلى القرآن لأنه مفهوم من مقام النِّذارة، وإما أن يعود إلى المفهوم من لا تطع وهو الثبات على دعوَته بأن يعصيهم، فإن النهي عن الشيء أمرٌ بضده كما دل عليه قول أبي حيّة النميري:
فقُلن لها سِرًّا فدينَاككِ لا يرحْ ** صحيحًا وإنْ لم تقتلِيه فألمم

فقابل قوله: لا يرح صحيحًا بقوله: وإن لم تقتليه فألمم كأنه قال: فديناك فاقتليه.
والمعنى: قاومهم بصبرك.
وكِبر الجهاد تكريره والعزم فيه وشدّة ما يلقاه في ذلك من المشقة.
وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه عند قفوله من بعض غزواته «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: مُجاهدة العبد هَواه» رواه البيهقي بسند ضعيف. اهـ.

.قال الشنقيطي:

{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47)} ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه هو الذي جعل لخلقه الليل لباسًا، والنوم سباتًا، وجعل لهم النهار نشورًا، أما جعله لهم الليل لباسًا، فالظاهر أنه لما جعل الليل يغطي جميع من في الأرض بظلامه، صار لباسًا لهم، يسترهم كما يستر اللباس عورة صاحبه، وربما انتفعوا بلباس الليل كهروب الأسير المسلم من الكفار في ظلام الليل، واستتاره به حتى ينجو منهم، ونحو ذلك من الفوائد التي تحصل بسبب لباس الليل كما قال أبو الطيب المتنبي:
وكم لظلام الليل عندي من يد ** تخبر أن المانوية تكذب

وقال ردى الأعداء تسري إليهم ** وزارك فيه ذو الدلال المحجب

وأما جعله لهم النوم سباتًا فأكثر المفسرين على أن المراد بالسبات: الراحةن من تعب العمل بالنهار، لأن النوم يقطع العمل النهاري، فينقطع به التعبن وتحصل الاستراحة، كما هو معروف.
وقال الجوهري في صحاحه: السبات النوم وأصله الراحة، ومنه قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} [النبأ: 9] وقال الزمخشري في الكشاف: والسبات: الموت، والمسبوت: الميت، لأنه مقطوع الحياة وهذا، كقوله: {وَهُوَ الذي يَتَوَفَّاكُم بالليل} [الأنعام: 60].
فإن قلت: هل لا فسرته بالراحة؟
قلت: النشور في مقابلته يأباه إباء العيوف الورد، وهو مرنق اه محل الغرض منه.
وإيضاح كلامه: أن النشور هو الحياة بعد الموت كما تقدم إيضاحه، وعليه فقوله: {وَجَعَلَ النهار نُشُورًا} أي حياة بعد الموت، وعليه فالموت هو المعبر عنه بالسبات في قوله: {والنوم سُبَاتًا} وإطلاق الموت على النوم معروف في القرآن العظيم كقوله تعالى: {وَهُوَ الذي يَتَوَفَّاكُم بالليل وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بالنهار ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيه} [الأنعام: 60] وقوله: {ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيه} فيه دليل على ما ذكره الزمخشري، لأن كلا من البعث والنشور، يطلق على الحياة بعد الموت، وكقوله تعالى: {الله يَتَوَفَّى الأنفس حِينَ مِوْتِهَا والتي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ التي قضى عَلَيْهَا الموت وَيُرْسِلُ الأخرى إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى} [الزّمر: 42]، وقال الجوهري في صحاحه: والمسبوت الميت والمغشى عليه. اهـ.
والذين قالوا: إن السبات في الآية الراحة بسبب النوم من تعب العمل بالنهار، قالوا: إن معنى قوله تعالى: {وَجَعَلَ النهار نُشُورًا} أنهم ينشرون فيه لمعايشهم، ومكاسبهم، وأسبابهم، والظاهر أن هذا التفسير فيه حذف مضاف، أو هو من النعت بالمصدر، وهذا التفسير يدل عليه قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا النهار مَعَاشًا} [النبأ: 11] وقوله تعالى في القصص: {وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الليل والنهار لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ} [القصص: 73] أي لتسكنوا في الليل، ولتبتغوا من فضله بالنهار في السعي للمعاش.
وإذا علمت هذا فاعلم أن ما دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء موضحًا في مواضع أخر كقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا وَجَعَلْنَا الليل لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النهار مَعَاشًا} [النبأ: 911] وقوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ الليل سَرْمَدًا إلى يَوْمِ القيامة مَنْ إله غَيْرُ الله يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُون قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ النهار سَرْمَدًا إلى يَوْمِ القيامة مَنْ إله غَيْرُ الله يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الليل والنهار لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص: 71- 73].
وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا الليل والنهار آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ الليل وَجَعَلْنَآ آيَةَ النهار مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السنين والحساب} [الإسراء: 12] الآية.
وقد أوضحنا هذا في الكلام على هذه الآية.
وكقوله تعالى: {والليل إِذَا يغشى والنهار إِذَا تجلى} [الليل: 12] وقوله تعالى: {والنهار إِذَا جَلاَّهَا والليل إِذَا يَغْشَاهَا} [الشمس: 34] إلى غير ذلك من الآيات.
وفي الآيات المذكورة بيان أن الليل والنهار آيتان من آياته ونعمتان من نعمته جل وعلا.
قوله تعالى: {وَهُوَ الذي أَرْسَلَ الرياح بُشْرَى بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} قد قدمنا الآية الموضحة له في سورة الأعراف في الكلام على قوله تعالى: {وَهُوَ الذي يُرْسِلُ الرياح بُشْرىً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حتى إِذَآ أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الماء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثمرات كذلك نُخْرِجُ الموتى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 57] على قراءة من قرأ {بشرًا} بالباء.
وآية الأعراف وآية الفرقان المذكورتان تدلان على أن المطر رحمة من الله لخلقه.
وقد بين ذلك في مواضع أخر كقوله تعالى: {فانظر إلى آثَارِ رَحْمَةِ الله كَيْفَ يُحْيِيِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَآ} [الرّوم: 50] وقوله تعالى: {وَهُوَ الذي يُنَزِّلُ الغيث مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ} [الشورى: 28] الآية.
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50)} التحقيق أن الضمير في قوله: ولقد صرفناه، راجع إلى ماء المطر المذكور في قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ السماء مَاءً طَهُورًا} [الفرقان: 48] كما روي عن ابن عباس وابن مسعود، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، وغير واحد، خلافًا لمن قال: إن الضمير المذكور راجع إلى القرآن كما روي عن عطاء الخراساني وصدر به القرطبي، وصدر الزمخشري بما يقرب منه.
وإذا علمت أن التحقيق أن الضمير في: صرفناه، عائد إلى ماء المطر.
فأعلم أن المعنى: ولقد صرفنا ماء المطر بين الناس فأنزلنا مطرًا كثيرًا في بعض السنين على بعض البلاد، ومنعنا المطر في بعض السنين عن بعض البلاد، فيكثر الخصب في بعضها، والجدب في بعضها الآخر. وقوله: ليذكروا أي صرفناه بينهم، لأجل أن يتذكروا: أي يتذكر الذين أخصبت أرضهم لكثرة المطر، نعمة الله عليهم، فيشكروا له، ويتذكروا الذين أجدبت أرضهم ما نزل بهم من البلاء، فيبادروا بالتوبة إلى الله جل وعلا، ليرحمهم ويسقيهم. وقوله: {فأبى أَكْثَرُ الناس إِلاَّ كُفُورًا} أي كفرًا لنعمة من أنزل عليهم المطر، وذلك بقولهم: مطرنا بنوء كذا.
وهذا المعنى دلت عليه هذه الآية الكريمة أشار له جل وعلا في سورة الواقعة في قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82] فقوله: رزقكم: أي المطر، كما قال تعالى: {وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السماء رِزْقًا} [غافر: 13] وقوله: {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} أي بقولكم: مطرنا بنوء كذا، ويزيد هذا إيضاحًا الحديث الثابت في صحيح مسلم، وقد قدمناه بسنده ومتنه مستوفى، وهو أنه صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يومًا على أثر سماء أصابتهم من الليل: «أتدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذاك مؤمن بي كافر بالكوكب. وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب».
وقد قدمنا أن قوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فأبى أَكْثَرُ الناس إِلاَّ كُفُورًا} يدخل فيه من قال مطرنا بنوء كذا. ومن قال مطرنا بالبخار، يعني أن البحر يتصاعد منه بخار الماء، ثم يتجمع ثم ينزل على الأرض بمقتضى الطبيعة لا بفعل فاعل، وأن المطر منه كما تقدم إيضاحه فسبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.
{وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)}.
المعنى: لو شئنا لخففنا عنك أعباء الرسالة، وبعثنا في كل قرية نذيرًا يتولى مشقة إنذارها عنك: أي ولكننا اصطفيناك، وخصصناك بعموم الرسالة لجميع الناس، تعظيمًا لشأنك، ورفعًا من منزلتك، فقابل ذلك بالاجتهاد والتشدد التام في إبلاغ الرسالة ولا تطع الكافرين الآية.
وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من اصطفائه صلى الله عليه وسلم بالرسالة لجميع الناس، جاء موضحًا، في آيات كثيرة كقوله تعالى: {قُلْ يا أيها الناس إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158] وقوله تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ} [سبأ: 28] وقوله: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذا القرآن لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ} [الأنعام: 19]. وقوله: {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحزاب فالنار مَوْعِدُهُ} [هود: 17] الآية.
وقد قدمنا إيضاح هذا في أول هذه السورة الكريمة في الكلام على قوله تعالى: {تَبَارَكَ الذي نَزَّلَ الفرقان على عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1] وقوله: {فَلاَ تُطِعِ الكافرين} ذكره أيضًا في غير هذا الموضع. كقوله تعالى: {فَلاَ تُطِعِ الكافرين والمنافقين} [الأحزاب: 48] الآية. قوله: {وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} [الإنسان: 24] وقوله: {وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا واتبع هَوَاهُ} [الكهف: 28] الآية وقوله تعالى: {وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ} [القلم: 10].
وقوله في هذه الآية الكريمة: وجاهدهم به: أي بالقرآن كما روي عن ابن عباس.
والجهاد الكبير المذكور في هذه الآية هو المصحوب بالغلظة عليهم، كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمَنُواْ قَاتِلُواْ الذين يَلُونَكُمْ مِّنَ الكفار وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً} [التوبة: 123] الآية. وقال تعالى: {يا أيها النبي جَاهِدِ الكفار والمنافقين واغلظ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 73] وقوله تعالى: {فَلاَ تُطِعِ الكافرين}، من المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم، لا يطيع الكافرين ولكنه يأمر، وينهى ليشرع لأمته على لسانه كما أوضحناه في سورة بني إسرائيل. اهـ.